قصص “جنون النخيل” للكاتب البحريني عبدالله خليفة هي واحدة من أعماله الأدبية المميزة التي تعكس أسلوبه الفريد في السرد والتعبير عن الواقع الاجتماعي والثقافي. تتميز القصص بأسلوبها السردي الذي يتناول الأحداث بطريقة توليدية، حيث تتحكم زاوية الرؤية في سرد الأحداث وتتشابك مع محكيات خرافية وذاكرة أسطورية1.
يستخدم الكاتب شخصية البطل (ضمير الغائب: هو) ويستبدلها بشخصية رئيسة أخرى مستترة، وهي النخيل كرمز يتحرك في البنيتين: السطحية والعميقة، متملصًا من ميكانيزماتها إلى مكوناته الفجوية لحظة الانفجار والزلزلة2. تعكس المجموعة عالمًا إشاريًا يعكس بناؤه الداخلي صورة متماسكة لانقطاعات البنية السطحية المنتشرة كحدث في حدث وكمحكي حاضر غائب لا تجمع أشكالاته غير نقاط المفارقة1.
تُعد “جنون النخيل” تجربة أدبية غنية تجمع بين الواقعية والخيال، وتقدم للقارئ فرصة للتأمل في العلاقة بين الإنسان والطبيعة والتاريخ والذاكرة، مما يجعلها عملاً لا يُنسى في الأدب البحريني.